بدايات توبة
طلبوا مني أن أقرأ العديد من القصص و قالوا أن كل ما أمتلكه هو مقدرتي اللغوية الفائقة على التعبير و حسن السرد ، ووجه الاختلاف ليس في قراءة القصص ! و لكن في قراءة العديد منها لكي تكون قاصًّا من الدرجة الأولى ، و لماذا أرهق خيالي باختراع قصص من الأساطير القديمة أو التراث الأدبي الزاخر إذا كان الواقع نفسه ملئ بالقصص ؟!
دخل عليّ في هذه اللحظة صديق لي ، و سيقطع عليّ سيل أفكاري و يحرمني أروع لحظة من لحظات الإبداع .
- ماذا تريد ؟
هكذا سألته ، و هكذا أجابني :
- ألا تريد الخروج معي الليلة ؟
لا أستطيع أن أرفض لأني بحاجة إلى الخروج معه ، و في نفس الوقت لا أستطيع أن أستمر في الكتابة . نظرتُ إليه و إلى أسنانه اللامعة البيضاء التي خرج منها بريق شديد بشدة تلك السعادة التي يشعر بها و التي تخالج صدره ، كان ينظر إلى نفسه في المرآة ، كان فخورًا جدًا بشكله ، بتلك الهيئة التي خلقه الله بها ، و التي يعتقد أنها أجمل هيئة حباه الله بها من بين الناس ، - و لا يشعر وحده بهذا الإحساس ! - ، و كان يقول في نفسه :
- لقد بدأ الناس ينظرون إلي الآن ، و يشيرون إلي بالبنان ، و حيثما أذهب أجد من يعرفني ، لن أكتفي بهذا المقدار من النجاح و الشهرة ، بل سأسعى إلى الوصول إلى القمة و سأحافظ عليها ، سأسلك جميع الطرق المؤدية إليها مهما كلفني الأمر । . .
(( لقد تذكر كم سخر من أولئك الذين ينصحونه و يعظونه - بلا فائدة - أن يتوب قبل الممات)).
فجأة !
انقطع التيار الكهربائي ليس فقط عن هذا المنزل و لكن عن عدة أحياء في المدينة ، و هكذا تعوّد أهل المدينة على مثل هذه الانقطاعات الكهربائية في مثل هذا الوقت من السنة ، و غاصت المدينة في ظلام دامس ، و قد حل الليل ...
نعود إلى الناظر في المرآة يتذكّر ناصحيه بالتوبة لنجده يقول :
- لا يقطعونها إلا في الأوقات الحرجة ! ، كيف سأجد الطريق إلى الشمعة ؟
حاول أن يجد طريقه إلى الشمعة ، يبحث في الظلمة عن بصيص أمل ، و كل القلوب اليوم تبحث في الظلمة عن بصيص أمل ، بصيص من نور يهديها سبيل الرشاد ، لذلك تجدها تتعثر كما تعثر صديقنا الناظر ببعض أثاث المنزل ، حاول في سقوطه أن يخفف ألم الاصطدام و ما من فائدة ! .. فقد اصطدمت غرّة رأسه بصفحة باب غرفة ، أمسك برأسه و هو يشعر بألم شديد و سخطٍ شديد ، أفسدا عليه فرحته ، أخذ يتحسس الطريق إلى أن وجد الشمعة ، و قال حينها :
- ما فائدة الشمعة و الكبريت غير موجود ؟
و انطلق يبحث عن الكبريت ، و بالتأكيد ما يحدث في بيت الناظر هو نفس ما يحدث في بيوت الجيران ، فالكل يبحث عن الكبريت و لا ينتظر أن يبحث الكبريت عنه !! و أنّى لمن ينتظر الهداية و لا يبحث هو عنها ؟
وصل الناظر إلى الكبريت و أشعل الشمعة و ثبّتها على سطح مستو ثم جلس يتأملها لحظة ، و في هذه اللحظة ..أعيد وصل التيار الكهربائي ..
دخل عليّ في هذه اللحظة صديق لي ، و سيقطع عليّ سيل أفكاري و يحرمني أروع لحظة من لحظات الإبداع .
- ماذا تريد ؟
هكذا سألته ، و هكذا أجابني :
- ألا تريد الخروج معي الليلة ؟
لا أستطيع أن أرفض لأني بحاجة إلى الخروج معه ، و في نفس الوقت لا أستطيع أن أستمر في الكتابة . نظرتُ إليه و إلى أسنانه اللامعة البيضاء التي خرج منها بريق شديد بشدة تلك السعادة التي يشعر بها و التي تخالج صدره ، كان ينظر إلى نفسه في المرآة ، كان فخورًا جدًا بشكله ، بتلك الهيئة التي خلقه الله بها ، و التي يعتقد أنها أجمل هيئة حباه الله بها من بين الناس ، - و لا يشعر وحده بهذا الإحساس ! - ، و كان يقول في نفسه :
- لقد بدأ الناس ينظرون إلي الآن ، و يشيرون إلي بالبنان ، و حيثما أذهب أجد من يعرفني ، لن أكتفي بهذا المقدار من النجاح و الشهرة ، بل سأسعى إلى الوصول إلى القمة و سأحافظ عليها ، سأسلك جميع الطرق المؤدية إليها مهما كلفني الأمر । . .
(( لقد تذكر كم سخر من أولئك الذين ينصحونه و يعظونه - بلا فائدة - أن يتوب قبل الممات)).
فجأة !
انقطع التيار الكهربائي ليس فقط عن هذا المنزل و لكن عن عدة أحياء في المدينة ، و هكذا تعوّد أهل المدينة على مثل هذه الانقطاعات الكهربائية في مثل هذا الوقت من السنة ، و غاصت المدينة في ظلام دامس ، و قد حل الليل ...
نعود إلى الناظر في المرآة يتذكّر ناصحيه بالتوبة لنجده يقول :
- لا يقطعونها إلا في الأوقات الحرجة ! ، كيف سأجد الطريق إلى الشمعة ؟
حاول أن يجد طريقه إلى الشمعة ، يبحث في الظلمة عن بصيص أمل ، و كل القلوب اليوم تبحث في الظلمة عن بصيص أمل ، بصيص من نور يهديها سبيل الرشاد ، لذلك تجدها تتعثر كما تعثر صديقنا الناظر ببعض أثاث المنزل ، حاول في سقوطه أن يخفف ألم الاصطدام و ما من فائدة ! .. فقد اصطدمت غرّة رأسه بصفحة باب غرفة ، أمسك برأسه و هو يشعر بألم شديد و سخطٍ شديد ، أفسدا عليه فرحته ، أخذ يتحسس الطريق إلى أن وجد الشمعة ، و قال حينها :
- ما فائدة الشمعة و الكبريت غير موجود ؟
و انطلق يبحث عن الكبريت ، و بالتأكيد ما يحدث في بيت الناظر هو نفس ما يحدث في بيوت الجيران ، فالكل يبحث عن الكبريت و لا ينتظر أن يبحث الكبريت عنه !! و أنّى لمن ينتظر الهداية و لا يبحث هو عنها ؟
وصل الناظر إلى الكبريت و أشعل الشمعة و ثبّتها على سطح مستو ثم جلس يتأملها لحظة ، و في هذه اللحظة ..أعيد وصل التيار الكهربائي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق